روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | لا شيء.. يسعد قلبي!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > لا شيء.. يسعد قلبي!


  لا شيء.. يسعد قلبي!
     عدد مرات المشاهدة: 3492        عدد مرات الإرسال: 0

أنا سيدة متزوجة عمري 31 سنة لدي 3 اطفال...نشأت في اسرة محافظة لكن في ظل فراغ عاطفي شديدخصوصا مع الام...

وكم اثر هذا على علاقاتي اذ مررت بكل مرحلة بشخص اتعلق به تعلق شديد من صديقةمقربة او مدرسة محبة..

كنت الاولى دائما في المدرسة لكن في الجامعةكان تقديري جيد جدا وكانت مرحلة تشوبها الضوضاء العاطفي لكثرة الصديقات والاتجاهات السياسية والانفتاح الذي يربك شخصا ملتزما من ان ينحرف مع اني انحزت حينها مع فتيات المصلى وانخرطت في الدعوة مهملة حسن ادراكي لتخصصي..

لكن في النهاية وفي اخر فصل دراسي حيث تزوجت صديقتي المقربة وعانيت من عزلة من فتيات المصلى اذ انتحيت منحى سياسي اخر عنهن.. وبسبب العوز العاطفي اصبحت اميل لشاب من العائلة بدأ يتقرب مني منذ زمن وانا لا اكترث...

إلى ان خطبني لكن لم نستمر سوى 3 اشهر معظمها سيء..لكنني خرجت محطمة بسسب غبائي وتسرعي..سنتان وتزوجت من اخر ومنذ ذلك الوقت وانا اعاني نفسيا..

لا اشعر بالسعادة كنت اظن تعلقي بخطيبي الاول هو السبب اذ انه يعيش بجانب اهلي واسمع عنه دائما بل واراه..لكن سرعان ما ادركت انني انا المشكلة..

افكاري متعلقة بالموت والمرض اي عرض يصيبني اضخمه واعيش حالة قلق مرعبة الى ان اتجرا واطلب معاينة طبيب مقنعة زوجي بحقيقة الامر..وبالفعل..مرة اوهمه باعراض جلطة فياخذني في منتصف الليل الى الطوارئ..

مرة باعراض شيء في الدماغ وصورني صورة طبقية من اجل هذا ومرة الم في المعدة وصورني صورة طبقية لاجل ذلك. ومرات ومرات...

هذا خلال 5 الى 6 سنوات عدا عن الحالة النفسية السيئة خلال فترة الشكوك عدا عن اني ما عدت اجد تلك اللهفة على الحياة نشوة السعادة غابت عن قلبي ما عاد شيء يدخل السعادة في قلبي..

كل ما اريده اناله لكن لا تحسن على مزاجي اشعر برغبة في اللعب مع اولادي لكن لا استطيع الا اجبار نفسي لمرة ولا اعود أنا عصبية جدا متوترة لاتفه الاسباب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أختي الفاضلة مها حفظك الله ورعاك، وأشكرك على تواصلك مع موقع المستشار، وإن شاء الله تعالى نكون عند حسن ظنك بنا.

بالنسبة لمشكلتك التي تتحدثين عليها أنك تعيشين حرمان عاطفي منذ الطفولة، وعدم إشباع هذا الأمر، وربما هذا يعود لعدم اهتمام أهلك أو انشغالهم بأمور أخرى، أو لجهلهم بهذا السلوك الذي اثر كبير على شخصية الإنسان.

أنت لم تعيشي طفولتك البريئة مثل الأطفال العاديين، كاللعب والمرح والحب والحنان العاطفي.

وخاصة ضمة الأم التي لها فائدة عظيمة على نفسية الطفل، وأنتقل معك هذا السلوك وهذا الشعور إلى أن كبرت فأصبحت تحبين العزلة، وتقولين أنك عشت بعدها في فوضى عاطفية مع صديقاتك.

ولم يقتصر هذا على الحياة الجامعية بل أنتقل إلى الحياة الزوجية، وبقي معك هذا السلوك، لأنك لم تشبع نفسك عاطفيا فأنت مازلت محتاجة إلى ضمة حب وحنان.

ولكن لم تستطيعي أن تصرح بذلك حتى لا يكون العتب واللوم عليك، فأصبحت حياتك الزوجية متوترة ينتابها القلق والخوف، وبعد مجئ الأبناء بقي نفس السلوك.

وبالرغم من ان الأولاد بحاجة إلى حب وعاطفة الأم، بحاجة إلى ضمة الأم بحاجة إلى لعب وضحك الأم، ولكن أنت تعيشين في حيرة من أمرك ولا تعرفين كيف تتخلصين من هذا السلوك، وأصبحت تلجئين إلى الأطباء لأن الحالة النفسية انعكست على الجسد، وأصبحت تعانين من الآلام في الجسد، وكل ذلك بسبب الحالة النفسية (الحرمان العاطفي).

وأنا أقول لك أختي مها تستطيعين أن تتغلبي على هذه الحالة المزاجية، فهي تحتاج منك إلى تغيير والتغيير لا يأتي إلا بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى، ثم بإرادتك أنت.

الأمر لم ينتهي فمازال الأمل موجود وتستطيعين أن تعيشي في سعادة مع زوجك وأولادك، والسعادة ليست تباع وتشترى وإنما تأتي من الاستقرار العاطفي، والآمان الأسري، وكل هذا متوفر لديك ولله الحمد.

زوجك لم يبخل عليك بشيء وهو يعينك كما ذكرت، أولادك يريدون أن يرو منك الحب والحنان فلا تبخلي عليهم فأعطهم من الحب والحنان، وإياك وحرمانهم العاطفي، فكري في مستقبل أسرتك، أشغلي نفسك بما يعود عليك بالفائدة.

اجعلي لك برنامجا علميا وعمليا تنشغلين فيه، فكل هذا سيعوضك ما فات بإذن الله تعالى، ابتسمي لهذه الحياة، فالدنيا لا تستحق كل هذا الحزن والكدر والقلق، زوجك وأبنائك بحاجة إليك، فأعطهم حتى يمنحوك حبهم وعطفهم.

أريدك أن تكون متفائلة وإياك والتشاؤم، فالتشاؤم لا يأتي من ورائه خير.

وبالله التوفيق.

الكاتب: د. العربي عطاء الله العربي

المصدر: موقع المستشار